ذاك الكلب وذاك الإنسان
جلس كلب عجوز مريض على حافة طريق ميتة تنبعث منها روائح لم يعلم احد بوجودها في هذه المنطقة وإلا حظرت , يعو بصوت منخفض متألم من جوع وجراح يعاني منها من حين لاحقه الأطفال ورجمه حتى سفكت دماه وأصبح فراه احمر كلون الزهور التي احتمى بها .
عوى وعوى وعوى ...... لعل احدهم يستجيب لندائه لكن لا احد نظر أو اهتم سوى الأولاد كم رأوه وطاردوه حتى ركض مع دماه يوم كامل دون راحة لعله يجد بيتا أو مكانا أو قمامة ..! لكن البشر يبقون بشرا على الأقل هناك كان يشرب بعض المياه ألذيذة من المجاري ...!
إنسان إنسان .. حاول الوقوف لكن لا جدوا وأخيرا بعد دقائق قام وهو يلعق جرحا فتح .. اتجه بسرعة نحو الإنسان الذي كان يحمل اكبر سندوتش رآه في حياته جلس عند قدميه وعوا لكن صوته لم يخرج من حلقه
ركع ونظر للإنسان كان يكلم امرأة ويتطلع إليها في شغف ... سقطت الدموع من عيني الكلب المسكين ... لم يحتمل !!!! ... امسك سروال الإنسان بفمه لأنه لم يكن يقدر أن يحرك قدميه ...
_ أيها الكلب المسعور
واتجه إليه ورفسه بقدمه ثم ضربه على بطنه خمسة مرات نعم خمسه !!!! لقد أجاد هذا الكلب العد لشدة قوت الضربات بذالك الكعب العالي
_ عزيزي هل أنت بخير ؟؟؟؟
امسك يديها وقال :
_ هيا لنذهب من هنا
ورمى طعامه ... طعام طعام لكنه لم يستطع أن يتحرك فقط تحركت دموعه ........
***
" سبحانك ربي خالق الكون فقط قطعة خبز "
مضى في الطريق لا تصدر منه سوى تمتمات تسبيح وأصوات بطن فارغة
" ربي خبز خبز , ربي خبز خبز "
ها هو الطريق المهجور لا حياة ولا صوت " خبز , خبز "
صاح في فرح وركض وتناول القطعة في سرور , وما كاد يطعها في فاه , حتى سمع صوت عواء حزين وكأنه قادم من عذاب طويل بدون حد أو حدود فقط عواء بعذاب طويل بلا أمل ..... نظر حوله نظر تحته كلب مضرج بالدماء لا قدرت عنده للحركة فقط تحركت دموعه.....
نظر نحوه في شفقة وقد عقد جبينه ابتسم ابتسامة من بين تجاعيده التي عششت بها أيام تعب وصعوبة ,
_ يا أيها الكلب المسكين !!!! كم عانيت من اجل هذا الخبز أنت بحاجتها أكثر مني "
ثم وضعها بجانب فمه فصار الكلب يأكلها بنظرات كلها شكر وتقدير حتى استلقى في راحة .
ضحك العجوز واتجه ماضيا مرددا :
"ربي خبز خبز , ربي خبز خبز "